تم إصدار العدد الثالث من المجلد الخامس والعشرون لعام 2025 حيث تضمن
بحوث ضمن مجالات مختلفة، تجده عبر أعداد المجلة المجلد الخامس والعشرون - العدد الثالث.
آخر موعد لإستقبال الأبحاث:
10 /7/ 2025 م
موعد النشر للعدد القادم:
15 / 7 / 2025 م
منصات النشر العلمي الرقمية: مستقبل المعرفة أم فوضى المعلومات؟
ازدادت أهمية منصات النشر العلمي الرقمية في السنوات الأخيرة مع التطور التكنولوجي الكبير، والذي انعكس بشكلٍ واضحٍ على مجال البحث العلمي، وأصبحت هذه المنصات حجر الزاوية في بناء مجتمع معرفي عالمي واسع، وجعلت الوصول إلى المعلومات أسهل وأسرع، لكن رغم هذه الإيجابيات ظهرت مجموعة من التحديات التي تتعلق بمصداقية المحتوى وتنظيم المعلومات وحقوق الملكية الفكرية، فهل نحن أمام مستقبل واعد للمعرفة أم نعيش فوضى معلوماتية سيكون من الصعب السيطرة عليها؟ هذا ما سنجيب عنه في مقالنا هذا.
ما هي منصات النشر العلمي الرقمية؟
هي مجموعة من المنصات التي تسمح للباحثين نشر أبحاثهم ومقالاتهم على الإنترنت أو ضمن اشتراكات، ويلجأ الباحثون والطلاب للنشر فيها من أجل الحصول على ترقية أو لتحقيق الشروط المطلوبة من قبل الجامعات.
ما هي مزايا النشر العلمي في المنصات الرقمية؟
هناك مجموعة من المزايا للنشر العلمي في المنصات الرقمية ومن أهم وأبرز هذه المزايا:
1- إن النشر في هذه المنصات يسهل الوصول للمعلومات، ويجعل الباحثين من كافة أنحاء العالم قادرين على الوصول إليها.
2- يجعل الباحثين يتابعون آخر المستجدات الحديثة في مجال أبحاثهم العلمية.
3- يزيد من التواصل والتفاعل بين الباحثين الذين يمكنهم تبادل المعلومات ومناقشتهم مع الباحثين الآخرين.
4- يزيد من انتشار الأبحاث العلمية ومن معدل الاقتباس منها.
5- يكسر الحواجز الجغرافية إذ يمكن للشخص في أي مكان الحصول على المعلومات دون الحاجة إلى المعاملات الورقية.
أهمية منصات النشر العلمي الرقمية
برزت أهمية النشر في منصات النشر العلمي الرقمية من خلال قدرة هذه المنصات على زيادة تبادل المعلومات بين الباحثين وإتاحتها إمكانية التواصل بين الباحثين من أجل الاستفسار عن الأبحاث العلمية مناقشتها، كما أنّها فتحت المجال أمام التعاون العلمي الدولي.
التحديات التي تواجهها منصات النشر العلمي الرقمية
رغم الإيجابيات العديدة لمنصات النشر العلمي، إلّا إنّ هذا الفضاء فيه تحديات خطيرة، فبعض المنصات تفتقر إلى آليات مراجعة دقيقة، مما يفتح الباب أمام نشر أبحاث غير موثوقة أو حتى مزيفة، كما أن تضخم عدد الدراسات وضعف جودة بعضها يؤديان إلى "تلوث معلوماتي"، يجعل من الصعب
على القارئ غير المتخصص التمييز بين ما هو علمي موثوق وما هو غير دقيق، بالإضافة إلى ظهور مجلات وهمية تنشر مقابل المال دون أن تتأكد من صحة الأبحاث أو جودتها أو أصالتها.
كل هذه التحديات تتطلب وجود آليات صارمة لعمل منصات النشر العلمي الرقمية لكي تقدم لنا الأبحاث الموثوقة فقط، كما يجب على الباحثين التأكد من المعلومات التي تقدمها هذه المنصات من منصات أو أبحاث أخرى، أو سؤال باحثين آخرين عن صحتها.
مستقبل النشر العلمي الرقمي
إن التطور التكنولوجي يجعل مستقبل النشر العلمي الرقمي مبهراً، إذ يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتقييم الأبحاث بشكلٍ أسرع وأدق، كما ستتيح التكنولوجيا إمكانية إنشاء نظام تقييم موحد وصارم لمراقبة جودة المحتوى، بالإضافة إلى تعليم الباحثين كيفية النشر المسؤول الملتزم بأخلاقيات النشر العلمي وكيفية تقييم المصادر.
وأخيراً، إنّ النشر العلمي الرقمي هو سلاح ذو حدين لأنّه يفتح أبواباً واسعة للمعرفة، لكنه قد يؤدي إلى فوضى معلوماتية إذا لم يتم تنظيمه وضبطه، لكن الرهان الحقيقي يكمن في وعي المجتمع العلمي، ومؤسسات البحث، وصنّاع السياسات للانتقال من مجرد النشر السريع إلى بناء منظومة علمية رقمية ذات جودة وموثوقية.