تم إصدار العدد الأول من المجلد الثالث والعشرون لعام 2024 حيث تضمن
بحوث ضمن مجالات مختلفة، تجده عبر أعداد المجلة المجلد الثالث والعشرون - العدد الأول.
آخر موعد لإستقبال الأبحاث:
10 /11/ 2024 م
موعد النشر للعدد القادم:
15 / 11 / 2024 م
أهم ما يميز العصر الحالي هو السرعة و المنافسة لتحقيق الأفضل و في مجال العلوم هو تسارع الباحثين و المفكرين تجاه المزيد من الاكتشاف و الخروج بدراسات جديدة حديثة و مفيدة و انعكاسات آخر الدراسات العلمية هذه على الحياة البشرية و عامل التطور و السهولة و الرفاهية .
و هذه الدراسات العلمية متطورة باستمرار دون إنكار دور سابقاتها أو ارتباطها بمجال و اختصاص محدد ، فهذه الدراسات تشمل علوم الصحة و البيئة و الأحياء و التكنولوجية و علوم الفضاء و الهندسة و قد تطال الدراسات الدقيقة و الاستنساخ و حتى بعض الدراسات التي تعتبر غريبة أو وهمية للبعض أو أبحاث الدراسات المحرمة دولياً .
و آخر الدراسات العلمية هي مواكبة لآخر الظواهر و التطورات، و قد تكون خرجت و قامت نتيجة :
– ظاهرة نشأت حديثاً و ما زالت أسبابها مبهمة أو غامضة للبعض و وجب التعريف بها , مثل الحاجة لحل مشكلة اجتماعية في منطقة أو تخطي أزمة ناتجة عن نقص بعض الحاجيات ، أو قد تكون بسبب طفرة أو اكتشاف صحي أو ظهور فيروس جديد .
– و قد تكون آخر الدراسات العلمية مبنية على أساس ظاهرة موجودا مسبقاً , و تم التطرق إليها لإلهام الباحث بوجود حل أو تفسير، فالكثير من الظواهر و المتغيرات منتشرة من حولنا و لم نستدرك أهمية دراستها ، أو لم تكون توجد مؤشرات تجاهها.
– أو نتيجة لتطوير دراسة سابقة قامت في زمن مغاير أو بمعايير مغايرة و أصبحت قابلة للتطوير و التحديث في ظل العوامل الحديثة و الانفتاح بين المجتمعات ، و هذه الدراسة تكون غالباً قائمة على أساس متغيرات و مرتبطة بوسائل قابلة للتحديث أو مجتمع متغير باستمرار .
يقوم الباحثين بنشر آخر الدراسات العلمية التي يقومون بها لغايات عدة أهمها تقديم الفائدة الاجتماعية و المحافظة على حركة التطور و النشاط العلمي في المجتمع و رفع مستوى المعرفة لديهم , و تعريف المهتمين بآخر ما توصل له العلماء و مستجدات العلوم بكافة مجالاتها ، فهذه الدراسات ليست مجرد كلام على الورق ، بل هي مجهود علمي عالي يعتمد على تحديد ظاهرة حديثة و وصفها، و دراسة جوانبها و التأثيرات المحيطة بها و العوامل التي تؤثر بها و من ثم تحليلها و الاعتماد على مجموعة من الأدوات حسب نوع الدراسة ، فآخر الدراسات العلمية يجب أن تعتمد على أحدث الأدوات ، فتجميع البيانات قد يكون عن طريق احد وسائل التواصل الاجتماعي من خلال زيارة الحسابات و التعرف على آراء المجتمع ، أو إجراء إحصائيات أو استبيان من خلال بعض التطبيقات بدلا من زيارة مراكز التجمعات و التعرف على الآراء ، و بما يتعلق بآخر الدراسات العلمية في المجالات العلمية و التطبيقية فالمهم أن تكون مرتكزة على أدوات حديثة تقدم نتائج دقيقة .
النتائج التي يضعها الباحث العلمي أو يتوصل إليها يجب أن تكون مميزة و إبداعية غير مذكورة سابقا أو بنفس المستوى، و المجتمع و المراكز العلمية عن تقبل بهذه النتائج ما لم تكن تامة و مكتملة و تلبي الهدف منها .
التقديم و النهوض بآخر الدراسات العلمية سيعلي من شأن الباحث و يرفع من شأنه و يعرف المجتمع به ، لذا نرى التنافس بين الباحثين و المفكرين في عرض آخر الدراسات العلمية التي توصلوا لها و السعي باستمرار للبحث عن كل ما هو جديد في أي مجال علمي مختص .
تفرض العديد من المراكز العلمية و الجامعات على الطلاب و الباحثين من الأكاديميين تقديم أبحاث علمية حديثة باستمرار ، و تضعها شرط من شروط القبول في درجة علمية أو الدراسات العليا ، و أحد اهم شروط الترقيات العلمية ، فالجامعة تهتم أيضا بهذه الدراسات لحصد سمعة جيدة لها و لرفع ترتيبها و مستواها العلمي ، فمن المعروف أن أهم المعايير التي يقوم ترتيب الجامعات عليها هي عدد و أهمية و آخر الدراسات العلمية الخارجة منها ، و تقدم هذه الجامعات و المؤسسات التعليمية الدعم لبعض الباحثين المتميزين فيها و تؤمن لهم الجو للقيام بأبحاث بشكل مستمر إيماناً منها بأهمية هذه الدراسات .
و بالنسبة لآخر الدراسات العلمية فقد حازت دراسات الطب و العلوم الصحية على اهتمام كبير و خاصة مع ظهور وباء و فايروس كورونا المستجد و الذي اختلف الدراسات و تنوعت و تطورت يوما بعد يوم ، و كان الاهتمام بالباحثين في مجال الدراسات و المختبرات الطبية كبيرا من قبل الدول و المنظمات ، و لم تتوقف الاكتشافات الطبية على هذا العارض بل استمرت بتقديم الدراسات في شتى المجالات ، و كذلك الأمر بالنسبة لباقي العلوم و المعارف و التي تتأثر ببعضها كما هو معروف .
تتسابق دول بأكملها لتقديم أحدث و آخر الدراسات العلمية ، فرصيد الدولة من البحث العلمي يعلي من شأن منتجاتها و مراكزها العلمية ، و مؤخرا تربعت الصين على عرش الإنتاج العلمي بأعلى عدد دراسات علمية متخطية الولايات المتحدة الأمريكية و مقدمة آخر الدراسات العلمية التي نعتمدها مصدرا و مرجعا في كافة جوانب الحياة ، و نظرا لأهمية الأبحاث و الدراسات العلمية نرى الدول العظمى تخصص كم هائل من ميزانياتها عليها .
و على الرغم من العدد الكبير للأبحاث و الدراسات العلمية إلا أن المفيد فيها حسب ما هو معروف هو عدد الزيارة و الاستشهاد بها ، فقد نجد مركزا يصدر دراسات بأعداد قليلة إلا أنها تقدم فائدة كبيرة أكثر من مراكز متعددة النشر و الدراسات و بقيمة و استشهاد قليل، و يتم بشكل متواصل قياس هذه القيم من خلال مراكز دولية مختصة لها معاملات قياس تقيس مدى الاستشهاد و الاقتباس من الدراسة العلمية هذه أو تلك .
يمكننا القول أن آخر الدراسات العلمية هي التي تحدد أهم مجريات حياتنا و تقودنا إلى الطريق الأقصر و الأقل مجهود و تحمينا من مخاطر الظواهر التي قد تعارضنا ، و الدول التي تحافظ على مسارها العلمي و تسعى لتطويره باستمرار فهي تسعى للسيادة و تحقيق النهضة و المكانة العلمية و منها الاقتصادية و العسكرية و كل جوانب المجتمع.