تم إصدار العدد الثاني من المجلد الثالث والعشرون لعام 2024 حيث تضمن
بحوث ضمن مجالات مختلفة، تجده عبر أعداد المجلة المجلد الثالث والعشرون - العدد الثاني.
آخر موعد لإستقبال الأبحاث:
10 /12/ 2024 م
موعد النشر للعدد القادم:
15 / 12 / 2024 م
تعد الدراسات العلمية الأساس في نهوض أي حضارة أو علم و أهم سبل تطوره و الملجأ الأصح للباحثين عن المعرفة، و الدراسات العلمية هي مجموعة من العمليات المنطقية و الفكرية و التي تبدأ بتحديد مشكلة ما و تقصي الحقائق حولها و وضع مجموعة من الفرضيات و القيام بجمع البيانات وصولا لنتائج و حقائق مؤكدة تحقق ما يسعى الباحث للوصول إليه لخدمة مجتمع أو قضية أو فكر شيفرة مشكلة في أحد العلوم عجز عنها غيره.
و المشكلة أو المسألة التي تقوم عليها الدراسة أو الدراسات العلمية تسمى موضوع الدراسة أو البحث ، و الطريقة المتبعة في الدراسة تسمى المنهج و الذي يتعدد و يختلف حسب طبيعة الدراسة و الاختصاص و يتبع لنوع و مجال هذه الدراسة ، و يعتمد منهج الدراسة على تحديد جوانب المشكلة و جمع البيانات الممكنة كبداية لطريق الحصول على نتائج تعالج مشكلة الدراسة، و هذه النتائج هي النقطة الأهم التي يبحث عنها المهتمين، و غالبا يتم ذكر نتائج الدراسة فقط عند الاستشهاد بها دون ذكر باقي مضمون الدراسة و الأوراق البحثية ، لذا من مواصفاتها أن تكون دقيقة واضحة و صالحة للتداول و التعميم.
من الأساسيات أو النقاط التي ترتكز عليها الدراسات العلمية هي الموضوعة و عدم الانحياز و الانتظام ، فهذه الدراسات تتبع أسلوب منتظم بعيدا عن بيانات صاحبها و آراءه غير المثبتة و دون الاعتماد على خبرته في مجاله ما لم ترفق بنهج و حقيقة علمية فالدراسات العلمية تقوم على تجارب و إجراءات لإثبات صحة أي معلومة قبل بسطها داخل أوراق الدراسة ، و قد يكون هذا البحث موجه نحو مشكلة محلية داخل بيئة اجتماعية أو علمية محدودة أو قد تكون عامة ، و المهم فيها إيجاد حل للظاهرة و زيادة المعرفة و الوعى ضمن النطاق الذي تقوم من أجله.
الدراسات العلمية ليست وليدة اليوم و لا حكرا على فرد أو اختصاص معين دون غيره ، فهذه الدراسات تخص المجال الأدبي كما العلمي و تعتبر الأبحاث و الدراسات الخارجة من مجالات العلوم الإنسانية و الآداب من الدراسات العلمية القيمة التي قدمت تحولا و نقلة في المجتمعات، كذلك بالنسبة لعلوم المال و الأعمال و العلوم الهندسة، و هذه الدراسات تحتاج مطلب رئيسي و هو تميز صاحبها و تمتعه بخبرة و درجة علمية و دعم من قبل هيئة أو مركز علمي ينتمي إليه، فبعض هذه الدراسات تحتاج دعم مادي لتغطية نفقات و البعض الآخر يحتاج لأذون و أدوات لجمع البيانات.
– مراحل البحث و الدراسات العلمية
تقوم الدراسة العلمية على مجموعة الخطوات و المراحل المتسلسلة أو المنتظمة و هذه المراحل تبدأ باختيار موضوع الدراسة و الذي قد يكون محض الصدفة أو نتيجة مشكلة تواجهه ، لذلك فأولى المراحل هي :
- مرحلة خلق الدراسة : فالدراسات العلمية تنبع من وحي الباحث و المشكلات التي تواجهه أو قد تكون الظاهرة نتيجة صدفة لم تخطر على بال الباحث.
- مرحلة الدراسة و تقوم هذه المرحلة على المحاولة و التجريب و إعادة التجربة بتغيير بعض المعايير و المتغيرات للوصول إلى نتيجة مرضية للمشكلة.
- التركيز على القضايا و الآراء و إقحامها في الدراسة ، و معرفة تأثير الظاهرة على المجتمع و الأفراد ، و التأمل إلى جانب الخبرة سيكون كفيل في بناء دراسة مقامة على أساس الحوار و الجدب و التحرر من القيود التي تسيطر على العمليات البحثية.
- المنهجية العلمية و في هذه المرحلة يكون الباحث قد حضر موضوع المشكلة و عليه و صفها و تحليلها و تقديم العمليات التي قام بها بشكل و أسلوب علمي متبعا عدد من التراتيب ابتداء بوضع و كتابة مقدمة واصفة و تحديد الفرضيات و البيانات التي اتبعها في العملية البحثية في أي مجال تقوم به الدراسات العلمية ، و التجارب التي تقام قد تكون لإثبات نقطة أو حقيقة ما أو لنفيها و بيان الخطأ فيها.
- مرحلة الكتابة في الدراسة العلمية، فالدراسة حتى توثق أو تقدم لجهة ما يجب أن تكتب مستوفية الفقرات السابقة إضافة لتحديد الأدوات و الأساليب و اتباع منهج محدد و تضمين النتائج و الحلول التي وصلت لها هذه الدراسة.
– الأهمية و الأسباب وراو قيام الدراسات العلمية
لكل سبب مسبب و هنا أسباب الدراسة كثيرة و متنوعة فمنها ما هو :
- الحاجة لكشف الخبايا العلمية و تحليل الظواهر التي تعترض حياتنا و الإشكالات اليومية.
- تطوير المجتمع من خلال تفسير ظاهرة و خروج الاكتشافات الحديثة بشكل متكرر.
- تطوير دراسات سابقة أو إثبات عدم صحة بعضها.
- تدل الدراسات على اندفاع الباحث و مقدار الإلهام و الوعي العلمي لديه و هو ما يبحث عنه البعض من الباحثين لتعزيز مكانتهم بين المختصين في مجالهم.
- بالنسبة للمهتمين بتقديم الدراسات العلمية بشكل متكرر، فهذه الدراسات تزيد من معرفتهم بكل ما هو جديد.
- يهتم الباحثين من الطلاب في المراحل العليا بتقديم الدراسات العلمية كمتطلب للحصول على درجة علمية أعلى.
- تقدم المؤسسات و المراكز العلمية الدعم للباحثين للقيام بدراسات بشكل مستمر لتطويرها و الرفع من شأنها.
تظهر الدراسات العلمية بشكل مستمر و هي لا تتوقف عند اكتشاف معين، فالواقع مليء بالمتغيرات و الظواهر التي تحتاج للتفسير و المعضلات التي تحتاج إلى حلول ، و بشكل يومي تسمع بخروج دراسة جديدة و بعضها يتصف بالغرابة و بعضها يتعلق بالأمراض و الفيروسات و الطفرات، و تعدد على المدى الطويل طرق و أدوات جمع البيانات و الإحصائيات و ساعدت التكنولوجيا الحديثة في تسهيلها.
اهتمت المراكز العلمية و البحثية بنشر الدراسات العلمية إيمانا منها بأهمية تعميمها و وصولها للمهتمين و المحتاجين لها ، فكان الهدف موجها نحو الوسائل الآمنة لتؤكد على موثوقية المعلومة و النتيجة، فاهتمت بالنشر في مجلات علمية محكمة لنشر الأبحاث و الدراسات العلمية و التي تميزت بالمصداقية العالية خاصة من خلال المعايير التي وضعتها و الاعتمادات و التصنيفات التي تضمنت فيها ، كذلك اتجه بعض الباحثين لعرض دراساتهم من خلال المؤامرات العلمية التي لا تقل عملية النشر فيها أهمية عن المجلات العلمية المحكمة، بل قدمت هذه المؤتمرات العلنية ميزة اللقاء و التشاور و التعارف بين المختصين في نفس المجال و بناء قواعد اجتماعية بين العلماء قد تثمر اكتشافات أحدث و أعمق، و لم تتوقف عملية النشر عند هاتين الوسيلتين بل لجأ الكثير للنشر في الوسائل التقليدية و دور النشر.
تؤكد جميع وسائل النشر على أهمية كون الدراسات العلمية موثوقة و دقيقة و الابتعاد عن السرقة و الانتحال و تقديم محتوى على مسؤولية الباحث و اتباع منهج علمي معين في كل دراسة مثل المنهج التاريخي و الوصفي و المنهج التحليلي و الوثائقي و التجريبي، و عدم التركيز على مرجع واحد في الدراسة المقامة للاستشهاد بها، بل تنوع المراجع يجب أن يكون أساسي، و الاهتمام بالتنسيق عند كتابة نص الدراسة و تجنب الأخطاء الإملائية و الالتزام بقواعد اللغة و التعبير الصحيح .