تم إصدار العدد الأول من المجلد الثالث والعشرون لعام 2024 حيث تضمن
بحوث ضمن مجالات مختلفة، تجده عبر أعداد المجلة المجلد الثالث والعشرون - العدد الأول.
آخر موعد لإستقبال الأبحاث:
10 /11/ 2024 م
موعد النشر للعدد القادم:
15 / 11 / 2024 م
هيكلة البحث العلمي قد تشهد العديد من التسميات ولكنها تندرج جميعها في إطار هيكلة واحدة للبحث العلمي، والتي تؤدي إلى وصول الباحث إلى النتيجة النهائية وهي الخروج بنتيجة مفيدة للبحث على المستويين العملي والعلمي، ونظراً لأهمية إعداد هيكلية البحث، سوف نسلط الضوء في هذا الموضوع على نموذج حديث لهيكل البحث العلمي بشكل كامل ومفصل.
ما هو نموذج هيكل البحث العلمي وماذا يتحكم به؟
نموذج هيكل البحث العلمي هو النموذج العلمي الذي يتم العمل عليه من قبل الباحث من أجل تحقيق الهدف المنشود والوصول إلى نتيجة البحث على أسس علمية ومدروسة، ونموذج هيكل البحث العلمي هو ضرورة ملحة لكل باحث في كافة التخصصات العلمية، لأنه ينظم العمل ويسهله، ويتحكم به مجموعة من العوامل المؤثرة ومن أهمها ما يلي:
قدرة الباحث المادية: تؤثر الإمكانيات المادية المتاحة للباحث على إعداد هيكل البحث العلمي، حيث أن زيادة القدرة المادية للباحث تمكنه من زيادة حجم البحث وهيكلة البحث على أساس هذا، بينما لا يمكن للباحث أن يقوم بهيكلة بحث ضخم أكبر من قدراته وبالتالي لا يستطيع أن ينهي عمله.
الجهة التي تقف وراء البحث العلمي: يختلف نموذج هيكل البحث العلمي بين بحث وآخر بحسب الجهة التي تقف وراء البحث، وعلى سبيل المثال لا الحصر إذا كان الباحث يعمل لنفسه فإنه يستطيع تحديد بحثه بحسب الإمكانيات المتاحة، بينما عندما يعمل من أجل إنجاز بحث علمي لصالح مؤسسة علمية ما فإنه سوف يعمل وفقاً لما تطلبه هذه الجهة من حيث حجم البحث وعدد صفحاته.
الوقت المحدد لتنفيذ البحث العلمي: عندما يتم تحديد وقت مخصص للباحث لإنهاء الدراسة، وذلك من أجل تسليمه إلى الجهة المحددة سواءً كانت جامعة أو مجلة علمية وغيرها فإنه يجب أن يحدد هيكل البحث بحيث ينهي عمله خلال الوقت المحدد.
نموذج حديث لهيكل البحث العلمي
تتضمن صياغة نموذج حديث لهيكل البحث العلمي عدة خطوات متعاقبة وفقاً لما بلي:
1- تحديد عنوان البحث:
عنوان البحث العلمي هو الخطوة الأولى والأهم التي يبدأ بها الباحث هيكل بحثه العلمي، وهذا لأنه أول جزء من البحث يطلع عليه القراء ومن أجل ذلك فإنه يجب أن يكون مميزاً ومعبراً عن مضمون البحث بشكل دقيق، ويحمل التشويق بالنسبة للقارئ.
كما أن العنوان لا يجوز أن يتضمن أي خطأ إملائي أو قواعدي، ولا يحمل التأويل لأكثر من معنى، بل يجب أن يحرص الباحث على اختيار مفردات واضحة ومفهومة وتعبر عن صلب الموضوع بدقة.
على الباحث جعل طول عنوان البحث العلمي مناسباً لحجم البحث الذي يقوم بهيكلته، بحيث لا يكون قصير جداً ومختصر وغير معبر عن المحتوى بدقة، وفي نفس الوقت لا يكون طويل وممل ويحتوي على الحشو الزائد، يفضل أن لا تتجاوز عدد الكلمات عن الخمسة عشر كلمة، وأن يكون حفظه سهل قدر الإمكان.
وبكل تأكيد فإن عنوان البحث العلمي لا يجب أن يتضمن أي أخطاء علمية لأنها تسبب فشل البحث العلمي بشكل عام.
2- مقدمة البحث العلمي:
تلعب مقدمة البحث دوراً رئيسياً في نجاح نموذج حديث لهيكل البحث العلمي، حيث أنها تعطي القارئ فكرة واضحة تماماً عن قوة البحث وأهمية مضمونه، وتشكل عامل محفز لمن يقرأها لمتابعة قراءة البحث بشكل كامل، ومعرفة كل ما يتضمنه من تفاصيل. ولهذا فإن الباحث مطالب بأن يصيغ المقدمة بكل عناية، وأن يتأكد من كونها لا تتضمن أي أخطاء نحوية أو إملائية أو علمية.
كما أن المقدمة يجب أن تستعرض النقاط الأساسية التي جعلت الباحث يختار موضوع بحثه، وما هي الفائدة التي يتوقع أن يصل إليها عند الختام، وما هي تأثيراتها على الوسط العملي في مجال الاختصاص الذي يتبعه.
ومن الناحية التقنية فإن المقدمة في نموذج حديث لهيكل البحث العلمي يتضمن وجود ما يلي:
- خلفية للبحث العلمي النظرية: وهي عرض الباحث لموضوع بحثه من الناحية النظرية، وما يرتبط به من بحوث سابقة في هذا المجال، وتقييمات وآراء الباحثين الآخرين، وإظهار مدى أهميتها في هذا الموضوع.
- أهمية البحث العلمي: ويقوم الباحث هنا بعرض الأسباب الحقيقية التي تظهر مدى أهمية بحثه العلمي، وماذا يقدم من فوائد في تطوير الاختصاص العلمي.
3- تحديد مشكلة أو ظاهرة البحث العلمي:
بعد نهاية المقدمة على الباحث أن يصوغ مشكلة أو ظاهرة بحثه العلمي، وهذا من أساسيات نموذج حديث لهيكل البحث العلمي، ويفضل أن تكون الصياغة على شكل أسئلة تتضمن أدوات الاستفهام مثل ماذا وهل وكيف.. الخ.
ومن شروط صياغة مشكلة أو ظاهرة البحث أن تكون واضحة ومحددة ولا تسبب ضياع أو تشتيت القارئ. وأن تكون المشكلة أو الظاهرة ممكنة الحل وتتضمن علاقات أو مسببات أو نتائج واضحة يقوم الباحث ببدء الدراسة وفقاً لها.
3- فرضيات البحث العلمي:
لا يمكن أن يكون هيكل البحث العلمي صحيحاً بدون ذكر فرضيات البحث، وهي التي يعتمد عليها الباحث للوصول إلى حل مشكلة البحث، أو إيجاد تفسيرات وحلول الظاهرة التي يقوم بدراستها. ويجب أن تكون الفرضيات علمية ومنطقية ودقيقة لعدة أسباب ومن أهمها ما يلي:
- تمكن الباحث من فهم موضوع البحث بدقة، حيث تعطيه الأساس الذي سوف يساعده على تفصيل موضوع البحث.
- تعتبر الفرضيات هي الأساس الذي يدفع الباحث لتحديد البيانات المطلوبة لحل مشكلة البحث.
- تفتح أمام الباحث الطريق الصحيح الذي سوف ينتهجه للوصول إلى الهدف المنشود في إيجاد حلول منطقية ومقبولة علمياً.
وهناك عدة طرق مختلفة يمكن للباحث أن يعتمد عليها في صياغة فرضيات البحث ومنها على سبيل المثال طريقة النفي، وطريقة الاثبات، وطريقة اختبار الفرضيات، وطريقة التلازم النسبية وغيرها.
4- عرض أو هيكل البحث العلمي:
وهذه الخطوة هي الهيكل الأساسي في نموذج حديث لهيكل البحث العلمي، حيث يقوم بها الباحث بعرض تفاصيل بحثه العلمي، ويقسم العرض إلى أبواب وفصول، ويمكن للباحث أن ينظمها وفق عدة أساليب ومن أشهرها ما يلي:
- التبويب التاريخي: وهذا الأسلوب يعتمد على جعل الباحث فصول وأبواب البحث مرتبة على أساس تطور موضوع البحث تاريخياً، ويضع في كل فصل وباب الظروف والعوامل التاريخية المؤثرة فيها.
- التبويب البنيوي: وهذا الأسلوب يعتمد على قيام الباحث بتنظيم الابواب والفصول البحثية وفقاً لبنية موضوع البحث، وذلك بجعل الأبواب والفصول مرتبطة بمدى تعقيدها بشكل هرمي، ويقوم الباحث بتحليل العلاقة بين العوامل المؤثرة في بنية الموضوع.
ويمكن للباحث الجمع بين الاسلوبين السابقين.
5- نتائج البحث العلمي:
وهي الغاية من القيام بالبحث ونموذج هيكل البحث العلمي بشكل عام، ويجب أن تكون النتائج واضحة تماماً ومحددة ومثبتة بشكل كامل ومنطقية ودقيقة.
6- خاتمة البحث العلمي: وهي نهاية المطاف في نموذج حديث لهيكل البحث العلمي، والتي يضع فيها الباحث عدة نقاط مختصرة عن رأيه في موضوع البحث العلمي أو نتائجه، ومجموعة التوصيات والمقترحات التي يجدها هامة ومفيدة في المستقبل.
7- قائمة المراجع والمصادر: وهي الخطوة النهاية في نموذج حديث لهيكل البحث العلمي، ويضع فيها الباحث المصادر والمراجع التي اعتمد عليها في البحث، وهناك عدة طرق مختلفة لكتابة المصادر يمكن استخدام أحدها.
في النهاية فإن اتباع الباحث لنموذج حديث لهيكل البحث العلمي يساعد على إنجاز الدراسة بشكل دقيق ومناسب
نتمنى أن يكون التوفيق حليفنا في هذا الموضوع حول نموذج حديث لهيكل البحث العلمي.